يا رب.. صبراً على ما نحب

هنادي ملا يوسف
Published 7 سنوات ago on 31 مارس, 2018-1 views
هنادي ملا يوسف

تعودنا أن يكون صبرنا على ما لا نطيق أو نرغب..

طلب مني أحد الإخوة أن اطرح موضوع الكويتية المتزوجة من غير كويتي ــــ بعدما انضممت حديثا الى الصحافيين الكويتية ــــ جاء مباركا لي وألقى في الوقت نفسه على كاهلي أمانة إيصال ألم أسر كثيرة وأبناء يعانون من عدم توافر أبسط حقوقهم، وهو حصول أمهاتهم الكويتيات على منزل مناسب يضمهم ويحترم عددهم!

فالعيش على راتب الأم لم يعد بالكافي اذا كان الاب يل كراتب غير كويتي في الوظائف ة – يستثنى من ذلك من يعمل في الشركات الخاصة – ولكننا هنا نتحدث عن الغالبية ذوي الدخل الأقل من المتوسط في ظل ارتفاع أسعار الايجارات والسلع وغيرها من الخدمات.

فالخادمة اليوم استقدامها أصبح مقدما لسيارة يستقطع موظف عادي من راتبه ٥ أشهر ٣٠٠ دينار كويتي ليحصل عليها! وأتوقع أن تصل الى سعر مهر زواج الشاب الراغب في الاستعفاف، في ظل جشع وتجارة التجار بالبشر!

هي بنت هذا البلد، كما هو ابن هذا البلد، عندما يتزوج بغير كويتية (بغض النظر عن أي جنسية) – سواء متقبلة من الاهل أو المجتمع أو لم يتم تقبلها، لانها بالنهاية اختياره، وهو الوحيد من يرى إن كان قلبه سيسعد معها أم لا – هو ذات الشخص الذي يحق له تجنيس أبنائه وحصولهم على مدارس ووظائف مميزة، والأهم الحصول على سكن في قانون الرعاية السكنية.

يقول: نحن لا نطالب بتجنيسنا.. نحن نطلب لامهاتنا بسكن فقط.. فإلى متى ستظل تعمل لتسديد ذلك الايجار الشهري أو يعمل أبي «الستيني» ذو الامراض الصعبة ونحن رواتبنا لا تكاد تكفينا حتى؟! هل من مغيث يغيثنا؟!

هي بنت البلد وجاء نصيبها في الزواج بهذه الطريقة، هل تعاقب وتُحرم من أبسط حقوقها في السكن؟! أين العدل والمساواة في بلد الديموقراطية والدستور الراقي؟
يا أصحاب السعادة، نظرة رحيمة الى تلك المظلومة المهمومة من بنات وطننا.. (هو صبر على ما يكره).

و لكن العَجب عندما تعلم حق المعرفة أنك تستطيع الحصول على ما تحب وتتمنى، ولكن لا يحدث أن يلتقي استعدادك مع رغبتك.. فتبعد نفسك عنوة وقصرا وقهرا وتذمّرا عما تحب.. فقط لانك أحببته وحصولك عليه في هذه الفترة غير مناسب.. كسعيك لشراء سيارة معينة أو منزل أو سفر لمكان ما أو حتى أن تقابل شخصا معجبا به لتتحدث إليه باستمرار.. (صبرا على ما نحب) في الحالتين هو ألم، ولكن أيهما أقوى وأوقع على النفس؟!

هي تختلف من شخص لآخر في النهاية حسب أولوياته، ولكن نجتمع أن نسعى ونحاول أن نكون أكثر استقرارا، لأن رسالتنا في الحياة هي العطاء، وهو بحاجة الى نفس ساكنة هادئة مستقرة.
دائما هناك حلول ابحث عنها ولا تيأس ولا تستسلم، ربما التأخيرة فيها خيرة، تفاءل ولا تقطع الامل، لأن الحياة دقائق وثوان.

اترك رد

No more posts

No more posts

هام