مبادرة “القافلة” بإقليم السمارة: جسرٌ رقمي يربط الناشئة بعالم القراءة الإبداعي

نشرت منذ 5 ساعات يوم 14 مارس, 2025
بواسطة صدى
مبادرة “القافلة” بإقليم السمارة: جسرٌ رقمي يربط الناشئة بعالم القراءة الإبداعي

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، تبرز مبادراتٌ ثقافية تُحوِّل الشغف بالمعرفة إلى تجارب تفاعلية تلامس أحلام الناشئة. وفي إطار هذا التوجه، تواصل جمعية “المواطن الرقمي” بإقليم السمارة مسيرتها لإحياء ثقافة القراءة عبر مبادرة “القافلة” في نسختها الثالثة، والتي بين الإبداع الأدبي والابتكار الرقمي، ساعيةً إلى غرس حب الكتاب في قلوب الأطفال واليافعين، خاصة في المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى مصادر المعرفة التقليدية.

إطلاق النسخة الثالثة: خطوة جديدة نحو تعميم القراءة الرقمية
تحت شعار “جميعًا لجعل القراءة جزءًا أساسيًا وممتعًا من حياتنا اليومية”، اسدلت النسخة الثالثة من مبادرة “القافلة”، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة لعام 2024. وتهدف المبادرة إلى كسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية عبر مكتبة رقمية متنقلة، هي الأولى من نوعها في المنطقة، تجوب مدارس ورياض الأطفال بالإقليم، لتقديم تجارب قرائية تفاعلية تجمع بين المتعة والتعلم. وقالت السيدة “أمينة القاسمي”، منسقة المشروع: “نسعى إلى تحويل القراءة من واجب مدرسي إلى رحلة استكشافية، حيث يصبح الكتاب رفيقًا يوميًا يُلهِم الخيال ويُنمّي المهارات الرقمية”. وتُختتم هذه المرحلة في 14 مارس 2025، بعد زيارة مجموعة من المؤسسات التعليمية وتنظيم ورشٍ أدبية تدمج الألعاب التعليمية بالقصص الرقمية.

تعلّم المشاركون كيفية انتقاء الكتب التي تتوافق مع اهتماماتهم العمرية والفكرية، عبر أداة رقمية بالذكاء الاصطناعي تُوصي بعناوين بناءً على أسئلة تفاعلية. كما تعرّف اليافعون على منصات مثل “كُتب” و “أخضر”، وتدرّبوا على استخدامها للوصول إلى آلاف الكتب مجانًا. ليصل بهم المحطة في الأخير الى تصميم قصص مصوّرة مستوحاة من قراءاتهم، بمساعدة مُرشدين متخصصين في السرد القصصي. وأعربت الطفلة “آية” أحببتُ كيف أصبح بإمكاني تحويل أفكاري إلى قصة متحركة على التابلت، أشعرُ أنني كاتبة صغيرة!”.

لا تقتصر “القافلة” على نقل الكتب إلى المناطق النائية، بل تُعيد تعريف دور القراءة في عصر التكنولوجيا، عبر جعلها أداةً لتنمية التفكير النقدي والإبداع. وتُظهر الإحصائيات الأولية من النسختين السابقتين زيادة بنسبة 40% في معدلات قراءة المشاركين بعد انتهاء الفعاليات. وتخطط الجمعية لتوسيع نطاق المبادرة عام 2026 ليشمل ثلاثة أقاليم إضافية، مع تطوير ذكي يتضمن مسابقات قرائية شهرية وجوائز تحفيزية.

مبادرة “القافلة” ليست مجرد حملة مؤقتة، بل هي تُذكّرنا بأن المستقبل يبدأ بطفلٍ يمسك بكتابٍ – أو جهازٍ ذكي – ليبني عالماً من الإمكانيات. وفي ظل نجاحها المتواصل، تُثبت الجمعية أن التكنولوجيا ليست عدوًّا للثقافة، بل حليفًا قويًّا لنشرها بطرقٍ تواكب روح العصر.

اترك ردإلغاء الرد

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

هام
Exit mobile version