«لبنان» زَهْرةُ بلادِ الشامِ وواسِطةُ عِقدِها؛ فاجتماعُ جَمالِ الجبالِ وطِيبِ الهواءِ ورَوْعةِ الأشجارِ والأنهار، جَعلَ مِنها لَوحةً فنيةً طبيعيةً زاهِرة. والكاتبُ «إبراهيم الأسود»، أحدُ الكُتَّابِ اللبنانيِّينَ العارِفينَ بماضِي بلادِهِم وحاضِرِها، يَأخذُنا في رِحلةٍ عبرَ هذا الكِتابِ لنَتعرَّفَ على «ذَخائِر لبنان» العامِرة، فلَم يَكتفِ الكاتبُ بذِكرِ الظَّواهرِ الجغرافيةِ للبلاد، بَلْ غاصَ في أعماقِ الطَّوائفِ الشَّهيرةِ بالبلادِ وجُذورِها وأصولِ تَسمِيتِها؛ فلَجأَ إلى مَصادرِ الطَّوائفِ نفْسِها حتَّى يَخرجَ مِن مُعادَلةِ التعصُّبِ ويَنأَى بنفْسِهِ بَعيدًا عَنِ الصِّراعِ الطَّائفي، وتَركَ لِلقارئِ حريةَ البحثِ والحُكم. وكذلك تَحدَّثَ عَنِ الأُمراءِ الحاكِمِينَ لِلبلادِ قديمًا، منذُ الأمراءِ «التنوخيِّين» إلى أمراءِ «بني سيفا الأكراد»، كَما تَطرَّقَ في جزءٍ مِن عملِهِ إلى بلادِ «سوريا» وما يتَّصلُ منها بِلبنانَ مِن قبائلَ وجبالٍ وثَقافات.
كتب