التراث المغربي في مواجهة ادعاءات الاستحواذ: من يتربع على عرش الثقافة مغاربيا؟

صدى
نشرت منذ 7 أشهر يوم 7 مارس, 2024-2 مشاهدة
بواسطة صدى
التراث المغربي في مواجهة ادعاءات الاستحواذ: من يتربع على عرش الثقافة مغاربيا؟

كثيراً ما تعالت أصوات الأوركسترا الثقافية التي تهيمن عليها نغمات مغاربية، تحكي حكايات ترتقي بها الزمان والمكان، لكن السيمفونية بين المغرب والجزائر طالتها لحظات من الصمت والتوتر. وفي أحيان كثيرة، لم يكن الخلاف محض قضايا ترسمها خطوط أو المنافسة الاقتصادية، بل تجاوز الأمر ليرسم معارك ثقافية وتراثية كشكل جديد من الصراع يلامس جوهر الهوية.

عند الحديث عن الإرث الثقافي، لطالما أثار الجدل حول إرث معين يعتبره الجزائريون جزءًا من ثقافتهم، فيما هو، بالنسبة للمغاربة، لبنة أساس في تراثهم. هذه المسألة شغلت بال الإعلام الجزائري، الذي لم يتوانى عن التأكيد على ملكية الجزائر لأجزاء معينة من الثقافي المغربي، من الموسيقى إلى المأكولات وحتى الأزياء التقليدية.

وفي ظل هذه الاات، تتألق الثقافة المغربية بجذورها العميقة وتنوعها الساحر، مما يجعلها تنتشر وتحظى بالتقدير في أنحاء العالم. ويبدو أن محاولات الإعلام الجزائري لتصوير هذا الأمر على أنه خطوة نحو التقارب والوحدة هي في الحقيقة الخطوة الراقصة التي تحجب وراءها استراتيجيات أوسع وأعمق ترمي إلى إعادة تشكيل مفاهيم الهوية.

ومن هنا يتضح أن المعركة الثقافية ليست مجرد نزاع عابر، بل هي عنصر فاعل في شكل الثقافة والتراث كركيزة أساسية للهوية والوجود الوطني. إن الثقافة المغربية، بأسرارها وحكاياتها، ليست فقط شاهدة على تاريخ غني ومتنوع، بل هي أيضاً وسيلة لبناء جسور الفهم والتواصُل بين الشعوب.

في هذا الزمان، حيث تتشابك القصص وتتعانق الثقافات، تبرز الحاجة الملحة لحوار ثقافي وتراثي أكثر رحابةً بين المغرب والجزائر، نابع من الرغبة في استكشاف المساحات المشتركة وإعادة تعريف معنى التراث في سياق يحترم التنوّع ويُقدّر الإرث المشترك.

اترك رد

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

هام