في تطور مثير، أعلنت فرنسا مؤخراً اعترافها بخطة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، في بيان للخارجية الجزائرية اليوم الخميس، مما أثار موجة من الانتقادات والاستنكار من قبل الجزائر. هذا القرار الفرنسي يسلط الضوء على الدور السلبي الذي تلعبه الجزائر في إطالة أمد النزاع في المنطقة.
فعلى مدى عقود، ظلت الجزائر تتبنى موقفاً متشدداً ومعيقاً لأي حل سلمي في قضية الصحراء، متجاهلة الجهود الدولية الرامية لتحقيق تسوية عادلة ودائمة. وبدلاً من المساهمة في حل النزاع، استمرت الجزائر في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، مما أدى إلى تأجيج التوتر وعرقلة مساعي السلام في المنطقة.
ويأتي الاعتراف الفرنسي كخطوة هامة نحو حل واقعي وعملي للنزاع، يراعي مصالح جميع الأطراف ويضمن الاستقرار الإقليمي. إلا أن رد فعل الجزائر العنيف والمتسرع يكشف عن عدم استعدادها للتعامل بإيجابية مع التطورات الدبلوماسية، وإصرارها على التمسك بمواقف متصلبة تعيق التقدم نحو حل نهائي.
إن موقف الجزائر المتشدد لا يخدم مصالح شعوب المنطقة، بل يساهم في استمرار حالة عدم الاستقرار وتعطيل فرص التنمية والازدهار. وفي الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة والمجتمع الدولي إلى إيجاد حلول بناءة، تظل الجزائر متمسكة بخطاب قديم لا يتماشى مع متطلبات العصر ولا يراعي مصالح المنطقة ككل.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى استعداد الجزائر لمراجعة مواقفها والانخراط بشكل إيجابي في الجهود الإقليمية والدولية لحل النزاع. فالاستمرار في نهج التصعيد والمعارضة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وتقويض فرص السلام والاستقرار في المنطقة المغاربية بأكملها.