مراكش – في إطار إحياء الذكرى الـ87 لانتفاضة وادي بوفكران، نظَّم اليوم الاثنين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمراكش لقاء فكري تحت عنوان “الثروة المائية بالمغرب بين الجهاد الأصغر واستراتيجيات الجهاد الأكبر: تثمين الاستغلال وتعزيز الاستثمار”.
هدف اللقاء إلى تسليط الضوء على التحديات المتعلقة بالتغير المناخي وفترات الجفاف المتكررة في المملكة، والدعوة لتعاون مجتمعي شامل للحفاظ على الثروة المائية. كما ركز على تشجيع الشباب على الانخراط في السياسات الملكية والحكومية الرامية لحسن استغلال وتدبير المياه.
وتناول المشاركون مواضيع متعددة، منها “الماء في تاريخ المغرب”، و”عبقرية الإنسان في تدبير الثروة المائية”، إلى جانب استعراض السياسات المائية الحالية وآفاق المستقبل.
عبد المجيد أمريغ، رئيس مرصد أنطي للدراسات والأبحاث، تحدث عن تأثير التحولات المناخية على المغرب، مشيرًا إلى زيادة الطلب على المياه بسبب التوسع العمراني والتطور الاقتصادي. من جهتها، أوضحت سناء زعيمي من أكاديمية توبقال أن أزمة المياه تتطلب تضافر جهود جميع القطاعات لتحقيق ترشيد ناجح لاستغلال موارد المياه.
وأشادت المداخلات بإسهامات المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في مواجهة تحدي ندرة المياه من خلال استراتيجيات تهدف إلى استخدام تقنيات حديثة، مثل إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة وتحلية مياه البحر.
لحسن بن يحيا، النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الاحتفاء بذكرى انتفاضة وادي بوفكران يعد فرصة للتذكير بالتضحيات البطولية من أجل الحرية والاستقلال، وتعزيز الوعي الوطني بقضايا المياه.
جهاد الشتوي، إطار بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، شددت على أن تدبير المياه في المغرب يمتد ليكون جزءًا من الهوية والثقافة الوطنية، مشيرة إلى قدرة الشباب المغربي على الابتكار والتكيف مع التحديات من أجل الحفاظ على الموارد المائية.
تجدر الإشارة إلى أن انتفاضة وادي بوفكران شكلت منعطفًا مهمًا في تاريخ المقاومة المغربية، حيث نقلت المواجهة من البادية إلى المدينة، مما جعلها محطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والوحدة.