يتبوأ الفرس مكانة هامة في منظومة الحرس الملكي، لما له من دور بارز في تاريخ الفروسية والتاريخ العسكري بالمملكة المغربية.
ولربط الماضي التليد بالحاضر، عمل الحرس الملكي، عبر الحقب، على المساهمة في الجهود الرامية إلى المحافظة على هذا الموروث الوطني وتثمين دوره، من خلال الحرص على صون مكونات خيالته واستمرارية وظائفها الاستعراضية والبرتوكولية.
وتكمن أهمية الخيالة داخل الحرس الملكي من خلال دورها البارز في استمرارية تقاليد الفروسية الوطنية، إذ تواكب الخيالة وقع الأنشطة الملكية، كما تشارك في مراسم الاحتفالات بالأعياد الدينية والوطنية والاستقبالات الرسمية لرؤساء الدول، وكذا حراسة الشرف بضريح محمد الخامس، مما يجعلها تضفي، بعدة إسراجها وأزيائها الزاهية، على أجواء هذه المناسبات رونقا خاصا وأبهة عميقة الدلالات.
وفي هذا السياق، تشكل مشاركة الحرس الملكي في فعاليات الدورة الـ 15 للمعرض الدولي للفرس بالجديدة، المنظمة تحت شعار “تربية الخيول في المغرب.. الابتكار والتحدي”، مناسبة لتسليط الضوء على العناية الخاصة والمتواصلة التي يوليها الحرس الملكي للحفاظ على استمرارية تقاليد الفروسية.
وفي هذا الصدد، أكد عبد الله الخال، النقيب بالحرس الملكي، أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يشارك الحرس الملكي في الدورة ال 15 لمعرض الفرس بالجديدة، برواق تحت عنوان “عناية الحرس الملكي الخاصة بالحفاظ على استمرارية تقاليد الفروسية”.
وأضاف السيد الخال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من خلال هذا الرواق “نبرز الإرث التاريخي لهذه الوحدة واستمرارية مهامها والحضور المستمر لخيالة الحرس الملكي في مختلف المراسم والاحتفالات، سواء الوطنية أو الدينية”.
وتابع أنه بهذه المناسبة، يتم ، أيضا، تسليط الضوء، على الدور الفعال الذي يضطلع به الحرس الملكي في تنمية الفرس، علاوة على تمكين الزوار من التعرف عن قرب على مختلف المهن والحرف المزاولة داخل الحرس الملكي.
وبحسب وثيقة للحرس الملكي، فإن هذا الأخير، الذي يعتبر من أقدم الوحدات العسكرية في العالم، يرتبط بتاريخ المملكة المغربية منذ بداية تأسيسها. كما عرف الحرس، تطورات متتالية تحت الأسر التي تعاقبت على حكم المغرب، وكانت السمة الأساسية التي ميزت الحرس دائما هي الشجاعة والإخلاص ودفاعه المستميت عن العرش.
وابتداء من سنة 1912، وفقا للمصدر ذاته، أصبح يعرف بالحرس الشريف واتخذ من الرباط مقرا له. ويتشكل هذا الحرس من مشاة مع فرقة موسيقية وخيالة مع فرقة نحاسية. وقد تم تدعيم صفوفه سنة 1916 بفرقة من المدفعية ليصبح تعداده حوالي 500 رجل و 150 فرسا.
وقد أنيطت بالحرس الشريف المهام الأساسية التالية: حراسة السلطان وعائلته، وتقديم تحية الشرف لضيوف السلطان وكذلك خلال المناسبات الرسمية.
ومع مرور الحقب والأزمان وتغير التسميات والألقاب، ظل الحرس الملكي على الدوام، باعتباره وحدة عتيدة تجسد الماضي التليد للجيش المغربي الباسل، رمزا للإخلاص والتفاني في خدمة الأعتاب الشريفة وحماية حوزة الوطن، متمسكا بتقاليد الأسلاف الميامين، مستمرا في أداء المهام النبيلة المنوطة به بكل جد وحزم.