تشكل منافسات الدورة السابعة للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، المقامة ضمن فعاليات الدورة الـ 15 لمعرض الفرس بمشاركة 18 مجموعة (سربة)، مناسبة لإبراز عادات وتقاليد الأقاليم الجنوبية للمملكة في فنون “التبوريدة”.
وتشارك مجموعة الجيل الجديد للفروسية للعيون، ممثلة لجهة العيون- الساقية الحمراء، في هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 06 أكتوبر الجاري بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، بسربة تجمع بين جيلين، أحدهما من الشباب والآخر مخضرم.
وتروم المجموعة، من خلال مشاركتها في هذا الحدث إبراز العادات والتقاليد التي تتميز بها المناطق الجنوبية، وأهم ما يعكس خصوصياتها مقارنة مع باقي السربات المشاركة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجموعة (سربة) جمعية الجيل الجديد للفروسية بالعيون، حسن بوتغروط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التقاليد المرتبطة بالفرس بالجهة ضاربة في القدم، حيث لا يمكن أن يخلو أي بيت (خيمة) من الخيل، سواء لاستعمالها في “التبوريدة” أو الأعمال اليومية.
وعن مشاركة مجموعته في منافسات الأدوار النهائية لهذه الجائزة، قال بوتغروط إنه “شرف كبير أن تمثل مجموعتا جهة العيون والساقية الحمراء، الأقاليم الجنوبية في هذه التظاهرة الكبرى”، مؤكدا أن “الوصول إلى هذه المرحلة من الجائزة لم يكن سهلا وسبقته منافسات قوية خلال الإقصائيات الجهوية التي أقيمت بمدينة كلميم وشاركت فيها مجموعات تمثل الجهات الجنوبية الثلاث”.
وأبرز أن “مجموعته تمارس فنون الفروسية التقليدية على النمط الصحراوي، بما يميزه من خصائص، من قبيل الزي الصحراوي وطريقة إطلاق البارود”.
وعن مستقبل فنون الفروسية التقليدية بالأقاليم الجنوبية، سجل بوتغروط أن “التبوريدة” تستهوي فئات عريضة بهذه الأقاليم، وأنه سنة بعد أخرى يزداد عدد ممارسيها، مضيفا أن الشغف بها يتم توارثه أبا عن جد.
من جهته، أكد علي أدهمون، وهو أحد مسيري جمعية الجيل الجديد للفروسية بالعيون، أن رياضة فنون الفروسية التقليدية تتمتع بشعبية كبيرة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مضيفا أنها “تحاكي المعارك التاريخية بالمنطقة على مستوى المقاومة والدفاع عن حوزة البلاد”.
وسجل المتحدث ذاته، في تصريح مماثل، أن “التبوريدة الصحراوية تنفرد بمميزات خاصة عن باقي الفرق الأخرى”، لافتا إلى أن هذه الخصوصيات ورثها “الباردية” (الفرسان) جيلا عن جيل.
وعدد أدهمون هذه المميزات، في استعمال إناث الخيول (الفرس) عوض ذكورها في مجال التبوريدة، على اعتبار أن “أنثى الحصان تتميز بسهولة قيادتها وبكونها طيعة وصبورة، مشيرا إلى أن “ما يميز التبوريدة الصحراوية أيضا هو توجيه فوهة البندقية (المكحلة) إلى الأرض عند الطلقة، عكس باقي المجموعات التي تصوب نحو الأعلى”.
ونظرا لأهمية الزي في مجال الفروسية التقليدية، أبرز أدهمون حرص فرسان مجموعته على الظهور في أحسن وأبهى حلة من خلال اختيار الأزياء التقليدية التي تعكس الانتماء القبلي والجغرافي والثقافي.
وفي هذا الصدد، أضاف أدهمون أن الزي الذي يعتمدونه يتكون من سروال مغربي تقليدي فضفاض، والدراعية وهي قطعة أساسية من الزي الذي يميز المناطق الجنوبية للمملكة عن باقي المناطق الأخرى، وسلهام، وعمامة (يلبس المقدم عمامة مخالفة للون باقي الفرسان)، وحذاء طويل مصنوع من الجلد ينتعله الفرسان (تماك).
ومع انطلاق المنافسات، أول أمس الثلاثاء، رسمت سربة المقدم حسن بوتغروط، ممثلة جهة العيون-الساقية الحمراء، وسربة المقدم ابراهيم النصحي ممثلة جهة كلميم-واد نون، وسربة المقدم ميلود الغفداي، ممثلة جهة الداخلة-وادي الذهب، لوحات بديعة أبرزت الخصائص التي تميز فنون الفروسية التقليدية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، نالت إعجاب الجماهير الغفيرة التي حجت بكثافة لمتابعة منافسات هذه الدورة.
وتجدر الإشارة إلى أن منافسات الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية بالجديدة ت جرى في أربع مراحل إقصائية انطلقت أول أمس، على أن تقام المرحلة النهائية يوم السبت المقبل لنيل اللقب.