في خطوة جبارة نحو توثيق مرحلة مفصلية في تاريخ الصحافة المغربية، قامت مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم بإطلاق كتاب ثمين بعنوان “جريدة الحياة في كتاب”. هذا الإصدار الفريد من نوعه يفتح نافذة على العقد الثلاثيني من القرن العشرين، وهي فترة غنية بالأحداث الرئيسية التي ساهمت في تشكيل وعي الأمة المغربية ومسار حركتها الوطنية.
خلال حفل توقيع وتقديم الكتاب في مدينة تطوان، أكدت كنزة الطريس، رئيسة المؤسسة، على أهمية هذا الكتاب كمرجع تاريخي يلقي الضوء على بدايات الصحافة الوطنية المغربية التي امتزجت بالنضال والكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
جريدة “الحياة”، التي صدرت لأول مرة في مارس 1934، تعد واحدة من أوائل المنابر الإعلامية التي عبّرت بصدق عن تطلعات وقضايا الوطن وساهمت في تحفيز الحوار الوطني حول القضايا الرئيسية. بأقلام نخبة من رجالات الفكر والسياسة مثل الشيخ المكي الناصري، علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني، كانت الجريدة منصة للتعبير الحر والشجاع حول المسائل التي تهم مستقبل المغرب.
المشاركون في الاحتفالية أشادوا بدور “الحياة” في تعميق الوعي الوطني وتوجيه النقاش العام نحو مستقبل يسوده السلام والازدهار. كما أكدوا على أهمية هذا الإصدار في توفير مادة تاريخية غنية للباحثين والمهتمين بتاريخ الصحافة المغربية ومسار التطور الوطني.
يأتي “جريدة الحياة في كتاب” ليس فقط كوثيقة تاريخية تحفظ ذاكرة الأمة، بل كمحاولة لإنعاش هذه الذاكرة وجعلها متاحة لأجيال الحاضر والمستقبل، مؤكدًا على الدور الحاسم للصحافة في ترسيخ قيم الوطنية وتعزيز الموقف الوطني، مما يسهم في تمهيد الطريق نحو فهم أعمق للتاريخ المغربي وتقدير أهمية الحرية الإعلامية كركيزة للديمقراطية والتنمية.
