جرى مساء أمس السبت بساحة المسجد الكبير بالسمارة تنظيم مهرجان فني متنوع “إيض ايناير في نسخته الأولى” من طرف جمعية “ازنكاض السمارة”، وذلك بمناسبة تخليد السنة الأمازيغية الجديدة.
وحجت جماهير غفيرة إلى مكان الحفل، حيث استمتعت بأهازيج ولوحات فنية رائعة أبدعت فيها فرق وفنانون منهم مجموعة ازنكاض السمارة وكناوة تيكيوين أكادير ونجوم الأطلس والجنحاوي الأغضف وسالم ديحان في اقتراحات حسانية وفرقة أحواش شركاوة.
ويُعد الاحتفال هو الأول منذ أمر الملك محمد السادس بإعلان اليوم عطلة وطنية رسمية، حيث أوعز الملك لرئيس الوزراء عزيز أخنوش باتخاذ الخطوات اللازمة لبدء إنزال هذا القرار.
وكما أكد بلاغ للديوان الملكي مطلع ماي من العام الماضي، فإن هذا القرار “تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
ويسلط الاحتفال الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز الاهتمام المتزايد بالثقافة والتراث الأمازيغي، الذي يشكل جزءا هاما من الهوية المغربية.
ويهدف قرار الملكي بإعلان رأس السنة الأمازيغية عطلة إلى حماية التنوع الثقافي للبلاد وتعزيز المكاسب التي تحققت في اللغة الأمازيغية منذ خطاب الملك محمد السادس في أجدير عام 2001.
وفي هذا الصدد، أكد إبراهيم أبعاش، رئيس جمعية “ازنكاد السمارة”، أن الجمعية تثمن عاليا القرار الملكي بإعلان رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مدفوعة الأجر، مشيرا إلى أن الجمعية اعتادت الاحتفال بها كغيرها من المغاربة هذه السنة. ويتميز الاحتفال بهذا المهرجان بتقديم أطباق فنية وأنشطة متنوعة بمشاركة جمهور كبير.
وأضاف أن احتفالات رأس السنة الأمازيغية هذا العام تصادف اليوم الأول من عام 2974 من التقويم الأمازيغي المعتمد على الدورة القمرية.
وأكد أن الحفل يمثل لحظة تاريخية في الاعتراف الرسمي بالثقافة الأمازيغية.
من جانبه أكد علاء عسلي مدير المهرجان في تصريح مماثل أن الجمعية باعتبارها جمعية مدنية تحاول السير في اتجاه تعزيز اندماج المكون الأمازيغي في الحياة العامة باعتبارها مؤسسة ثقافية أساسية إلى جانب عناصر وطنية أخرى.
وأكد علاء أنه في العام المقبل سيتحول احتفال رأس السنة الأمازيغية إلى مهرجان للثقافة والفنون الأمازيغية، يشارك فيه فنانون من جميع الأنواع الفنية المتنوعة.
وفي تصريح مماثل، أعرب الفنان بوجمعة الخزوم عن سعادته بالمشاركة في هذا الحفل، مؤكدا أن الأغنية الأمازيغية، وهي عنصر من عناصر الهوية المغربية، تواكب التطورات التي يشهدها المجال الفني، ويتجلى ذلك في ظهور الآلات الحديثة، بالإضافة إلى الاعتماد على الكلمة الهادفة واحترام الجمهور، بهدف تطوير الأغنية المغربية بشكل عام والأغنية الأمازيغية بشكل خاص.
وخلال هذا الحفل، تم تكريم كل من السيد حميد النعيمي عامل صاحب الجلالة بالسمارة والمدير الجهوي للثقافة بالعيون السيد حمودي الفيلالي ونائبه السيد عبد الله حميا والسيد حسن ونشير والفنانة وفاء العمراوي والسيد لحسن الشلح و السيد الاديريسي محمد.
جدير بالذكر أن مهرجان السنة الأمازيغية “إيض ايناير” في نسخته الأولى بدعم من المديرية الجهوية للثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء وعمالة إقليم السمارة وجماعة السمارة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وباقي الشركاء المحليين الآخرين.