انعقدت، اليوم الجمعة بالعيون، أشغال المناظرة الجهوية الحادية عشر لجهة العيون – الساقية الحمراء، المنظمة في إطار بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTESRI 2030)، تحت شعار “جميعا من أجل نموذج جديد للجامعة المغربية”.
وتروم هذه المناظرة الجهوية، التي ترأسها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، تقاسم وجهات النظر، وإغناء النقاش مع كافة الفاعلين بالجهة، قصد البناء المشترك لمنظومة متجددة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تستجيب لطموحات وتطلعات المملكة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات، على أهمية العلم والمعرفة داخل المجتمع، مبرزا الدور الهام الذي تضطلع به الجامعة في تأطير الطلبة بشكل يتماشى مع متطلبات العصر والتحديات التي تفرضها التحولات المتسارعة في عالم اليوم.
وركز السيد بكرات على دور الجامعة في بناء الإنسان في إطار مشروع مجتمعي يلزم الفاعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والباحث، على التعاون والانخراط في ورش التنمية البشرية المستدامة وفق النموذج التنموي الجديد.
من جهته، جدد رئيس مجلس جهة العيون – الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، عزم الجهة الراسخ في مواصلة دعمها اللامشروط لمشاريع وبرامج جامعة ابن زهر ومؤسساتها المتواجدة في الجهة.
وأكد السيد ولد الرشيد، بالمناسبة، على ضرورة تحقيق عدالة مجالية في مجال التعليم العالي بين كافة جهات المملكة، وذلك بتلبية الطلب الملح للساكنة لإحداث جامعة جديدة بالجهة.
من جانبه، قال رئيس جامعة ابن زهر، عبد العزيز بنضو، إن هذه المناظرة تشكل مناسبة سانحة لتفاعل وتكاثف جهود ومبادرات جميع قطاعات المجتمع المدني، من مسؤولين ومنتخبين وفاعلين مدنيين، وأساتذة وباحثين، وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين، من أجل الانكباب على تحقيق أهداف الإصلاح وتسريعه خدمة للرأسمال البشري، مشددا على ضرورة تعزيز آليات الشراكة والتعاون بين الجامعة والمجالس الجهوية والترابية وكافة الفاعلين في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والمجتمع المدني بهذه الجهة.
وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف لن يتأتى إلا من خلال تكثيف علاقات التعاون والتبادل للاستفادة من الخبرات والتجارب والكفاءات التي تملكها الجامعة لجعلها في خدمة الجهة، وبتوجيه أعمال البحث العلمي نحو الإشكاليات التي تعيق التنمية الجهوية المستدامة والشاملة، وإبرام اتفاقيات وشراكات للتعاون وإنجاز برامج تنموية وإرساء آليات تشاركية للحوار والتشاور بين كافة الأطراف.
وأكد السيد بنضو، أن الجامعة لا تدخر جهدا من أجل بلوغ الأهداف والمرامي المسطرة لتقديم عرض جامعي متنوع ومواكب للتنمية الجهوية، يتماشى مع حاجيات المحيط السوسيو-اقتصادي ودعم الإنتاج العلمي والابتكار.
وخلال هذه التظاهرة، تم تنظيم أربع موائد مستديرة تروم إحداث فضاء لتعميق النقاش مع كافة الفاعلين والشركاء، من أجل وضع أسس نموذج جديد للجامعة المغربية يكرس الإدماج الاجتماعي، والتنمية الجهوية المندمجة، والإدماج الاقتصادي، وكذا التميز الأكاديمي والعلمي.
وتم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات بين جامعة ابن زهر وشركائها بالجهة خلال هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص ، عمال أقاليم السمارة وطرفاية وبوجدور، إلى جانب عدد من القناصل المعتمدين بالعيون ورؤساء جامعات مغربية، ورؤساء المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة ابن زهر، وثلة من البرلمانيين والمنتخبين، والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، ورؤساء المصالح الخارجية، ومجموعة من الأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والتقنية والطلبة.
وتأتي هذه المناظرة تتويجا لأشغال اللقاءات التشاورية، التي انفتحت على كل المتدخلين من أساتذة باحثين وأطر إدارية وتقنية وطلبة، وكذا مختلف الشركاء، خاصة الفاعلين الاقتصاديين والجهويين، والمجتمع المدني؛ وذلك بهدف تعبئة الذكاء الجماعي لبناء نموذج جديد للجامعة المغربية.
وسيتم تضمين توصيات هذه المناظرة وباقي المناظرات الجهوية في سائر أنحاء المملكة، ضمن تقرير عام يشكل موضوع المناظرة الوطنية التي سيتم خلالها إطلاق المخطط الوطني “PACTE ESRI 2030”.